الأربعاء، 14 مارس 2018

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ لضياءه ام لنوره

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ لضياءه ام لنوره

الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به
من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن
تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته،
وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا
محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، وسيد الخلق والبشر اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار
المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
اخوتي واخواتي قال الله سبحانه في محكم كتابه
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } (سورة القيامة)
كيف حال رؤيتنا هذه لله سبحانه في الاخرة فمنهم من يقول
اننا لا يمكن ان نراه بقوله تعالى
(لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )
(سورة الأَنعام 103)
وسوف ابين الحال من ثلاث اوجه
)الوجه الاول : معنى الضياء والنور في قوله تعالى
{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا }
(سورة يونس 5)
الضياء اقوى من النور كمقارنة بين ضوء الشمس كمصدر
للضياء وانعكاس هذا الضياء على القمر ليكون نورا
و السؤال يكمن لماذا اختار الله سبحانه وصف نفسه بالنور
الذي هو اضعف من الضياء فما حقيقة الضياءوالنور
)الوجه الثاني : حقيقة الضياء وعلاقته بالاية
(لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )
في قصة موسى عليه السلام حين طلب ان ينظر الى الله سبحانه
وبقوله تعالى
{ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي
وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ
تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ
قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }
(سورة الأَعراف 143)
فتجلى الله( بضياءه )للجبل فتساوى الجبل وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ولم يستطع ان يرى الله سبحانه
اذن حقيقة ضياء الله سبحانه لا يمكن ادراكه فجاءت الاية نعزز هذا الحال بقوله تعالى
(لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )
ومن قال اننا لن نستطيع ان نرى الله سبحانه في الاخرة ونحن
على طبيعة خلقة دنيوية لا نستطيع ان نرى الله سبحانه فهذا التفسير
مغلوط ولنكمل حديثنا هذا لمعرفة خفايا الامور وحقيقتها
)الوجه الثالث : حقيقة النور وعلاقته بالاية
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ
رسولنا الاكرم حين عروجه الى السماء راى ربنا
وان حقيقة ما حصل مع الرسول الخاتم في العروج انه راى الله سبحانه(بنوره ) وليس ضياءه بقول رسولنا الخاتم
رايته نور على نور وهذا ما سوف نكون عليه في الاخره في رؤيتنا لله سبحانه لنوره وليس لضياءه اذن
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ الى نور الله وليس ضيائه
وهذا ما وصف نفسه كنور بسورة النور الله نور السموات الخ من الاية
وهي وجهة المقارنة بين رؤية موسى عليه السلام ورسولنا عليه
افضل الصلاة والسلام لربنا جل وعلا
الدرجات التي يسعى إليها أبناء الآخرة سبعة : التوبة ثم الزهد
ثم الرضا ثم الخوف ثم الشوق
ثم المحبة ثم المعرفة ، فبالتوبة تطهروا من الذنوب وبالزهد خرجوا من الدنيا وبالرضا ألبسوا حُلل العبودية
وبالخوف زحزحوا عن النار ، وبالشوق إلى الجنة استوجبوها ، وبالمحبة عقلوا النعيم ،
وبالمعرفة وصلوا إلى الله
اللهم ان اصبت فمن فضلك وجودك وعلمك
وان اخطئت فمن نفس واصلي واسلم
على النور المبعوث رحمة للعالمين خاتم النبيين والمرسلين محمد رسول الله
والحمد لله رب العالمين
المصدر بقلمي
المراجع : اسرار البيان في التعبير القراني للدكتور فاضل السامرائي
[[/CENTER]/size][/font]


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق