الخميس، 15 مارس 2018

يقول ابن كثير رحمه الله في مقدمة تفسيره :"إن التفسير بالرأي محرم"

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سؤال :
يقول ابن كثير رحمه الله في مقدمة تفسيره :
"إن التفسير بالرأي محرم"
ونقل أقوال السلف في ذلك فما هي صور التفسير بالرأي المحرم


الجواب:

إن من التفسير [المسمى] بالرأي التفسير بالجهل والهوى،
فحتى العالم إذا لم يعرف معنى آية أو آيات من القرآن الكريم، فلا يجوز له أن يقدم على تفسيرها
لأن ذلك من القول على الله بلا علم، ومن أكبر الكبائر كما قال تعالى:
((قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا
وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون
))
وكما قال تعالى
((ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا))

وقد كان بعض كبار الصحابة وكبار أئمة التابعين والسلف على علمهم وجلالتهم
يتورعون عن تفسير القرآن خشية القول على الله بغير علم
أما إذا كان المفسر عالما بما يفسره فلا حرج، بل هو من العلم الواجب الذي لا يجوز كتمانه، ويجب إظهاره للناس
ومن صور التفسير بالجهل والهوى، تفسير أهل البدع، من الروافض والجهمية والخوارج والمعتزلة
حيث تجد في تفسيرهم تعطيل صفات الله عز وجل وتحريف الآيات الواردة في تلك الصفات، مثل آيات استواء الله على عرشه
وعلوه على خلقه، وعلى أن له وجها ويدين، والآيات الدالة على أنه يرضى ويغضب ويرحم ويثيب
وكذلك الأحاديث الدالة على هذه الصفات، وعند الجهمية والمعتزلة والروافض تعطيل الصفات المذكورة
ونكر صفات السمع والبصر والقدرة والإرادة، وإنكار رؤية الله في الدار الآخرة، وإنكار الميزان، إلى غير ذلك من الضلالات
والجهالات التي ارتكبوها من العقائد الفاسدة وتحريف نصوص الكتاب والسنة.

[شريط بعنوان:اللقاء الهاتفي الأول 25-02-1416]
للشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي
حفظه الله تعالى




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق