الأحد، 31 ديسمبر 2017

أخطاء الوضوء

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد: هذه جملة من الأخطاء الواقعة في الوضوء نسأل الله تعالى أن ينفع بها.

(1) من الأخطاء التلفظ بالنية كقول القائل عند إرادة الوضوء (نويت الوضوء) قال شيخ الإسلام في الفتاوى العراقية (1/35): وقد اتفق الأئمة على أن الجهر بالنية ليس بمشروع بل من اعتاد ذلك فإنه ينبغي أن يؤدب تأديباً يمنعه عن التعبد بالبدع وأذى الناس برفع صوته.

(2) من الأخطاء عدم إزالة ما يمنع وصول الماء للعضو. قال الفوزان في الملخص (1/41): ويشترط للوضوء إزالة ما يمنع وصول الماء إلى الجلد. وهو قول الحنابلة ذكره الكرمي في الدليل (24) والشافعية ذكره الحصني في الكفاية (29) وغيرهما.

(3) من الأخطاء ترك البسملة. البسملة سنة في الوضوء وقيل واجبة فلا ينبغي للمسلم أن يتركها عمداً. لحديث أبي هريرة مرفوعاً (لاوضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه) رواه أبو داود (102)وغيره وصححه الألباني وله شواهد يقوي بعضها بعضاً.

(4) من الأخطاء الإسراف في الماء عن عبدالله بن مغفل مرفوعاً ( إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء) رواه أبو داود (96) وصححه الألباني قال البخاري في صحيحه (45) كتاب الوضوء- وكره أهل العلم الإسراف فيه.

(5) من الأخطاء غسل العضو أكثر من ثلاث مرات. عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال جاء أعرابي إلى النبي عليه الصلاة والسلام فسأله عن الوضوء فأراه ثلاثاً ثم قال: ( هذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد أساء أو تعدى أو ظلم) رواه أبو داود (135) وغيره وقال الألباني: حسن صحيح. قال ابن قدامة في المغني (1/161): قال أحمد لا يزيد على الثلاث إلا رجل مبتلى.

(6) من الأخطاء عدم إسباغ الوضوء والإسباغ هو الإتمام عن أبي هريرة مرفوعاً (إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء)رواه البخاري (5782)

(7) من الأخطاء عدم المبالغة في الاستنشاق. والاستنشاقُ هو جذبُ الماء بنفس إلى الأنف. عن لقيط بن صبرة مرفوعاً (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً) رواه أبو داود (142) وغيره وصححه ابن خزيمة والحاكم وابن حجر والألباني

(8) من الأخطاء الفصل بين المضمضة والإستنشاق. عن عبدالله بن زيد أن رسول الله عليه الصلاة والسلام (تمضمض واستنشق من كف واحدة فعل ذلك ثلاثاً) رواه البخاري (191) ومسلم (235) وقوله(من كف واحدة) نص على عدم الفصل. - قال ابن القيم في الزاد (1/132): لم يجيء الفصل بين المضمضة والاستنشاق في حديث صحيح البته.

(9) من الأخطاء قول بعض الأذكار أثناء غسل أعضاء الوضوء. كقول القائل عند المضمضة والاستنشاق(اللهم لقني حجتك ولا تحرمني رائحة الجنة...) رواه ابن الجوزي في العلل (554) وقال لا يصح. وقال النووي في المجموع (1/489): هذا الدعاء لا أصل له.

(10) من الأخطاء دلك الأسنان بالأصبع أثناء المضمضة. يُرْوَى فيه ( يجزئ عن السواك الأصابع) قال الألباني في الأرواء(ح-69) ضعيف وقد ضعفه البيهقي.

(11) من الأخطاء مسح الرقبة. مس (ولعلّه مسحُ) الرقبة أثناء الوضوء لا يثبت فيه شيء وأما حديث (مسح الرقبة أمان من الغل) قال النووي في المجموع(1/489): هذا موضوع ليس من كلام النبي عليه الصلاة والسلام. وقال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى(1/50): لم يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه مسح عنقه في الوضوء.

(12) من الأخطاء مسح بعض الرأس. وهذا من الأخطاء فإنّ الرأس يُمسَحُ كله في الوضوء كما جاء في حديث عبدالله بن زيد في صفة وضوء النبي عليه الصلاة والسلام (فمسح رأسه فأقبل بهما وأدبر مرة واحدة) رواه البخاري (186) ومسلم (235) قال ابن القيم في الزاد(1/132): ولم يصح عنه في حديث واحد أنه اقتصر على مسح بعض رأسه البته ولكن كان إذا مسح بناصيته كمل على العمامة.

(13) من الأخطاء ظن بعض الناس أنه لابد من الإستنجاء قبل الوضوء ولو لم يُحدِثْ وهذا خطأ فإن الاستنجاء يكون قبل الوضوء لمن أحدث حدثاً أصغراً كبول أو غائط، وأما من لم يحدث فإنه لا يشرع له الاستنجاء قبل الوضوء.

(14) من الأخطاء قول بعض الناس للمتوضئ (طهوراً إن شاء الله) أو قول (زمزم إن شاء الله) وهذا كله محدث لا أصل له بالدين، والواجب على المسلم ترك مثل هذه الألفاظ المحدثة.

هذا بعض ما يسر الله لي جمعه وتركت بعض خشيت الإطالة.


كتبه بدر محمد البدر العنزي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق