الخميس، 16 نوفمبر 2017

التحذير من مجالسة أهل البدع والأهواء

🍃 *تعليق متين ، وتحقيق راسخ، للعلامة الشوكاني -رحمه الله- ، في التحذير من مجالسة أهل البدع والأهواء🍃*

قال الله تبارك وتعالى:
*{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}* [الأنعام : 68] .

♦قال العلامة الشوكاني -رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية :
*"وفي هذه الآية موعظةٌ عظيمةٌ، لمن يتسمح بمجالسة المبتدعة*، الذين يحرفون كلام الله، ويتلاعبون بكتابه، وسنة رسوله. ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة، وبدعهم الفاسدة، فإنه إذا لم ينكر عليهم، ويغير ما هم فيه، فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم، وذلك يسير عليه غير يسير .
*وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون به ، شبهةً يشبّهون بها على العامّة*، فيكون في حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر.
وقد شاهدنا من هذه المجالس الملعونة ما لا يأتي عليه الحصر، وقمنا في نصرة الحق، ودفع الباطل بما قدرنا عليه، وبلغت إليه طاقتنا.
ومن عرف هذه الشريعة المطهرة حق معرفتها، *علم أن مجالسة أهل البدع المضلة، فيها من المفسدة، أضعاف أضعاف ما في مجالسة من يعصي الله بفعل شيء من المحرمات،* ولا سيما بمن كان غير راسخ القدم في علم الكتاب والسنة، *فإنه ربما ينفُق عليه من كذباتهم وهذيانهم، ما هو من البطلان بأوضح مكان* ، فينقدح في قلبه ما يصعب علاجه، ويعسر دفعه ، *فيعمل بذلك مدة عمره، ويلقى الله به معتقدا أنه من الحق، وهو من أبطل الباطل ، وأنكر المنكر"*
[فتح القدير].


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق