السبت، 14 أكتوبر 2017

الموسيقى والعقيدة

يعتقد الكثير من المؤرخين أن الانسان استخدم الموسيقى قبل اللغة. كوسيلة للتواصل ...اليوم ترتبط الموسيقى يثقافة المجتمع ...و على مر العصور و الازمنة كانت جزءا لا يتجزا من ثقافته و التي تختلف من عصر لاخر و مجتمع لاخر اذ لا يوجد مجتمع على وجه الارض لا تمثل الموسيقى جزءا أساسيا من ثقافته حتى المجتمعات البدائية.
الموسيقى هي ببساطة مجموعة من الأصوات المرتبة بطريقة معينة و هي نوعان .. (هارموني) و (ميلودي)...و هناك الكثير من الناس الموهوبين يستطيعون ترتيب هذه الاصوات بالبداهة و دون تعلم و بطريقة عبقرية..فالموسيقى مرتبطة بنا طبيعيا و لا نكتسبها بل نولد بها ..لاحظ كيف يتمايل الطفل حين سماعه للموسيقى
بما ان الموسيقى مرتبطة بنا طبيعيا ..فلا بد ان يكون لها دور ما في الاديان...و الامر فعلا كذلك...فالصلاة المسيحية تعتمد على الترانيم و كذلك اليهودية و تسمى حزانيم اما في في الاسلام يسمى التجويد و هي في علم الموسيقى تسمى (هارموني) و في كل الاحوال هي تلك الموسيقى الموجودة فينا فطريا

الاديان لم تغفل عن سحر الصوت الموسيقى على الانسان...فالمؤذن الذي يتلاعب بالاصوات أثناء الاذان بطريقة هارمونية ..يؤثر على المستمع فتشعر و كانك في اوبرا و تستمع الى ملحمة هارمونية حزينة....كذلك المجود البارع بالتلاعب بطبقات الصوت له تاثير على المستمع ...فالكثير من المستمعين الى القرءان يتاثرون. و لكن ليس بمعاني القرءان ......فالهارموني التي يصنعها المجود البارع بالتلاعب بطبقات صوته الجميل تجعل المستمع يتاثر بها ..فكلنا شاهدنا الكثير من المستمعين الى القرءان لا يفقهون اللغة العربية خاصة بمصطلحاتها القديمة و لاكنهم يتاثرون بالهارمونية الحزينة في التجويد...انه سحر الموسيقى على الانسان
أدرك الاسلاميون اليوم سحر الموسيقى في التاثير على الاتباع فصارو يعتمدون على... نوع من الانشاد لا يعتمد على طبقات الصوت فقط...بل ايضا على تداخل مجموعة مختلفة من الاصوات و هي نوتات الحنجرة لتعويض نوتات الالات الموسيقية التي يحرمونها و ما يسمى في علم الموسيقى (الميلودي) و هم يستخدمونها أيضا لاطراب نفوسهم المتزمتة...رغم انهم لا يعترفون بالموسيقى ولا بعلوم الموسيقى الا أنهم مهما حاولو تحريمها و انكارها و نسبها الى الشيطان فهم يتحايلون على انفسهم بكل الطرق ليستمعو الى الموسيقى..هم لا يستطيع ابدا الاستغناء عنها لان الموسيقى جزء لا يتجزأ من طبيعة الانسان..و .رغم كل محاولات فقهاء الاسلام لتحريمها عبر التاريخ الا انهم فشلو في ذلك بل ظهر علم موسيقى قائم بذاته في الاندلس بقوانين وأصول مازالت تدرس الى اليوم

الموسيقى اسلوب انساني للتعبير...و من المستحيل ان تختفي ...مهما ارتفع صراخ المحرمين لها لانهم هم انفسهم لا يستطيعون الاستغناء عن صوت الموسيقى...لانها جزء من فطرتنا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق