السبت، 23 سبتمبر 2017

في رحاب الكلم الطيب

بسم الله الرحمّن الرّحيم



وفي الصحيح من حديث قيس بن أبي حازم قال سمعت عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله المال فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ) ويستفاد من هذا الحديث فوائد عديدة منها أن هاتين النعمتين المذكورتان هما من أظهر النعم على العباد ؛ وظاهرتان للناس ، ومعلوم شرفهما للخاصة والعامة ، فأما المال فهو معلوم القدر والآثر لدى العامة والخاصة والعامة أرغب له وأحرص عليه من الخاصة ،وأما العلم فلا يعلم قدره إلا الخاصة وأحيانا يكون ظاهرا للعامة في الأزمنة والعصور التي يكون للعلم سوق قائمة كما كان عند الطراز الأول من السّلف . ولعله يضاف إلى هاتين النعمتين نعمة ثالثة وهي الجهاد في سبيل ؛ ولم تُذكر ههنا لأن بذل النّفس في مظان الموت مما تنفر منه النفوس طباعة ؛ وتجزع فيه إذا لم يؤيد ذلك إيمان وتثبيت من الله عزّ وجل ؛ فكانت مما لا يحسد المرء عليه إذا أقبل .
ولو تدبرت لوجدت أن صاحب النعمتين قد حازا كل نعمة فالمال والعلم يحتاج إليهما ، بل لا تقوم الأمم إلا على هذين العنصرين .

فدّل على أنه إذا كانت هاتان النعمتان مبذولتين في سبيل الله ومرضاته فقد حاز صاحبهما الخير الكثير و وُفِق، أما إذا كانتا لحظ النفس والأهواء فهما ردٌ على صاحبهما وهما عليه حسرةً وغبن ؛ والشاهد على ذلك ما جاء في حديث النفر الثلاث أولّ من تسعر بهم النار يوم القيامة وجاء في الحديث المشار إليه ذكر المجاهد في سبيل الله ؛ والحديث في سنن الترمذي وعند الحاكم في المستدرك .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق