السبت، 27 مايو 2017

:: وظائف المؤمن في رمضان ::



وظائف المؤمن في رمضان

الحمد لله ربِّ العلمين والصَّلاة والسَّلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فها هو رمضان قد حلَّ علينا ضيفا كريما وزائرا عزيزا، والمقرَّر أنَّ مِن شِيَم أهل الفضل والجود إكرامَ ضيوفهم، ومَن ينزل عليهم، واستقبالَهم بما يناسبهم مِن الأعمال والوظائف؛ وكذلك هذا الشَّهر الفضيل والزائر الكريم على أهل الإيمان أن يستقبلوه بما يناسبه من الوظائف والأعمال، وهي أعمال كثيرة منها:
أولا: حمد الله تعالى:
على هذه النِّعمة الكبرى والمنَّة العظمى الَّتي وفِّق إليها في حين قد حرمها كثير.
فهذا الشَّهر هو شهر الخيرات، وشهر البركات، شهر تفتح فيه أبواب الجنان، وتُغلَّق فيه أبواب النِّيران، شهر تصفد فيه الشَّياطين، شهر فيه لله عتقاء مِن النَّار وذلك كلَّ ليلة، شهر فيه ليلة هي عند الله أفضل مِن ألف شهر، شهر مَن صام نهاره غفر له ما تقدَّم من ذنبه، ومَن قام لياليه غفر له ما تقدَّم مِن ذنبه، ومَن قام ليلة القدر غفر له ما تقدَّم مِن ذنبه.
مَن أدرك هذا الشَّهر فقد أدرك خيرًا كثيرا، ومَن فاته هذا الشَّهر فقد حرم خيرًا كثيرا.
- جاء في مسند أحمد عن أبي هريرة، قال: كان رجلان مِن بُليّ ـ حي مِن قضاعة ـ أسلما مع النَّبي ﷺ واستشهد أحدهما، وأخِّر الآخر سنة، قال طلحة بن عبيد الله: فأُريت الجنَّة، فرأيت المؤخَّر منهما، أُدخل قبل الشَّهيد، فتعجَّبت لذلك، فأصبحت، فذكرت ذلك للنَّبي ﷺ، أو ذُكر ذلك لرسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: «أليس قد صام بعده رمضان، وصلَّى ستَّة آلاف ركعة، أو كذا وكذا ركعة صلاة السَّنة؟».
- وفي الأدب المفرد للبخاري وغيره عن جابر بن عبد الله، أنَّ النَّبي ﷺ رقى المنبر، فلمَّا رقى الدَّرجة الأولى قال: «آمين»، ثمَّ رقى الثَّانية فقال: «آمين»، ثم رقى الثَّالثة فقال: «آمين»، فقالوا: يا رسول الله، سمعناك تقول: «آمين» ثلاث مرَّات؟ قال: «لمَّا رقيت الدَّرجة الأولى جاءني جبريل ﷺ فقال: شقي عبد أدرك رمضان، فانسلخ منه ولم يغفر له، فقلت: آمين...» الحديث.
لأجل هذه الفضائل وغيرها كان النَّبي ﷺ يبشِّر أصحابه بقدوم هذا الشَّهر ويقول لهم ـ كما في سنن النسائي وغيره ـ: «هذا رمضانُ قد جاءكم، تفتح فيه أبوابُ الجنَّة، وتغلقُ فيه أبواب النَّار، وتسلسلُ فيه الشَّياطينُ».
ولأجل هذا كان السَّلف يدعون ربَّهم أن يبلغهم إيَّاه ويتقبَّله منهم:
قال معلَّى بن الفضل $: «كانوا يدعون الله تعالى ستَّة أشهر أن يبلِّغهم رمضان، ويدعونه ستَّة أشهر أن يتقبله منهم».
وقال يحيى بن أبي كثير $ كان مِن دعائهم: «اللَّهم سلِّمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلَّمه منِّي متقبَّلا».
ثانيا: التَّوبة:
مِن المعلوم أنَّ التَّوبة إلى الله واجبة ومأمور بها في كلِّ حين، يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[النور: 31].
ولكن مِن المواضع التي تُعد محطات لتجديد التذكير بها هو شهر رمضان.
والمقصود بالتوبة: النَّدم على ما فعل من المعاصي والكبائر، واستغفار الله منها، والعزم على عدم الرجوع إليها، والحرص على ملازمة الطاعة، فإن كانت المعصية متعلقة بحق مِن حقوق الناس لزم التحلل منها، سواء كانت مالا أو عرضا أو مظلمة أو غيرها.
ثالثا: الصيام:
وهو من أبرز عبادات هذا الشهر بل أبرزها، والصيام فضله عظيم، وثواب فاعله كبير، ففي الصَّحيحين من حديث أبي هريرة ﭬ قال: قال رسول الله ﷺ: «من صام رمضان، إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه».
فعلى المؤمن أن يحرص على أن يصوم كما أمر، وكما يراد منه، فليس المقصود من الصيام فقط الامتناع عن الطعام والشراب والجماع، وإنما المقصود الأكبر هو تحقيق التقوى وظهور آثارها على أقوال الصائم وأفعاله:
- فيصوم لسانه عن الغيبة والنميمة والسب والشتم ونحوها.
- ويصوم بصره عن النظر للمحرمات في الشارع أو في الشاشات أو الجرائد والمجلات.
- ويصوم سمعه عن استماع الغيبة والغناء وسائر المنكرات.
- وتصوم يده عن السرقة والإذاية ونحوها.
- وتصوم رجله فلا يمشي بها إلى أماكن الفساد والفجور..
فلا يتم التقرب إلى الله تعالى بترك الشهوات المباحة في غير حالة الصيام إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرم الله في كل حال من الكذب والظلم والعدوان على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم.
وهذا هو الغاية من الصيام بل هو الغاية من سائر العبادات.
قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[البقرة: 183].
وقال سبحانه: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[البقرة: 21].
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة ﭬ، قال: قال رسول الله ﷺ: «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».
رابعا: الصلاة:
وما أدراك ما الصلاة. شأنها عظيم ومقامها كريم، هي الركن الثاني من أركان الإسلام وأحد أعمدته العظام، وهي أول ما يحاسب عليه العبد من العبادات في قبره، والمؤمن مطالب بالمحافظة عليها في كل وقت وحين قال ربنا العظيم: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾[البقرة: 238].
فإن حصل للعبد فيها تقصير فهذا وقت الاستدراك، فإن كان يتخلف عن بعض الصلوات أو تفوته بعض الركعات، فليبادر لتدارك ذلك.
وكذا ليحرص على الرواتب والتطوعات، ومن أبرزها صلاة التراويح، ففيها فضل عظيم. ففي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه».
وليتنبه لخطأ يكثر حصوله في صلاة التراويح، وهو أن كثيرا من الناس رغبة منهم في الأجر والثواب لا يصلون الوتر مع إمامهم حتى يتسنى لهم التطوع في الليل ثم الإيتار، وهؤلاء أخطأوا من وجوه:
1. أنهم يحرمون أنفسهم من فضل عظيم فقد روى أحمد وابن ماجه وأبو داود وغيرهم عن أبي ذر ﭬ مرفوعا: «إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة».
2. أن سنة النبي ﷺ عدم الزيادة على أحد عشر ركعة في رمضان ولا في غيره فمن أراد التطوع فليكن بالذكر وقراءة القرآن.
3. أن ما رواه الشيخان من حديث ابن عمر ﭭ مرفوعا: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا»، محمول على الاستحباب وليس على الوجوب.
خامسا: الصبر:
هذه العبادة العظيمة التي لا يعرف قدرهاإلا العالمون، والمقصود بالصبر هو حبس النفس على الطاعة، وحبسها عن المعصية والتسخط. ودل هذا أن الصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على أقدار الله المؤلمة.
وكل هذه الأنواع الثلاثة موجودة في الصيام، لذا ثبت أنَّ نبيَّنا ﷺ سمَّى رمضان شهر الصَّبر، كما في الحديث الذي رواه البخاري في التاريخ الكبير وغيره وهو في السلسلة الصحيحةعن كهمس الهلالي قال: أسلمت، فأتيت النبي ﷺ فأخبرته بإسلامي، فمكثت حولا وقد ضمرت ونحل جسمي ثم أتيته، فخفض في البصر ثم رفعه، قلت: أما تعرفني؟ قال: «ومن أنت»؟ قلت: أنا كهمس الهلالي. قال: «فما بلغ بك ما أرى»؟ قلت: ما أفطرت بعدك نهارا، ولا نمت ليلا، فقال: «ومن أمرك أن تعذب نفسك؟! صم شهر الصبر، ومن كل شهر يوما». قلت: زدني. قال: «صم شهر الصبر، ومن كل شهر يومين». قلت: زدني أجد قوة. قال: «صم شهر الصبر ومِن كلِّ شهر ثلاثة أيام».
لذا مِن الأخطاء الشائعة تسمية الأيام الست من شوال بأيام الصابرين دون سواها.
ولما كان الصيام مشتملا على أنواع الصبر الثلاث ـ حتى استحق أن يسمى شهر الصبر ـ كان ثواب الصائم مثل ثواب الصابر.
قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾[الزمر: 10].
وقال تعالى في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به...» رواه البخاري ومسلم.
سادسا: قراءة القرآن:
فهذا الشهر هو شهر القرآن وشهر نزوله، قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾[البقرة: 185].
وكان النَّبي ﷺ يختم فيه القرآن في كل سنة مرة إلا السنة التي فيها قبض فإنه ختمه فيها مرتين معارضة مع جبريل ڠ كما ثبت ذلك في الصَّحيحين.
وليحرص المؤمن أن يكون همه وشغله أثناء القراءة التفكر والتدبر، ولا يكون همه تعداد الختمات على حساب ذلك.
سابعا: الصَّدقة:
فهي مما ينبغي الحرص عليها في هذا الشهر خصوصا وفي غيره عموما، اقتداء بنبينا ﷺ، فقد جاء في الصحيحين عن ابن عباس ﭬ قال: «كان رسول الله ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله ﷺ أجود بالخير من الريح المرسلة».
ومِن أفضل الصَّدقات في هذا الشَّهر تفطير الصَّائمين، فقد روى أحمد وغيره عن زيد بن خالد الجهني ﭬ، عن النَّبي ﷺ قال: «مَن فطَّر صائما، كتب له مثل أجره، إلَّا أنَّه لا ينقص مِن أجر الصَّائم شيء...».
والأكمل إطعامه حتَّى يقضيَ حاجته مِن الطَّعام، وإن قدَّم له ما يزيل به صومه فلا يعدم خيرا إن شاء الله.
ثامنا الدعاء والذكر:
لا شك أنَّ الدعاء من الطائعين أقرب للإجابة، فما الظن بمن جمع في نهاره الصيام، وفي ليله القيام، وأثناء ذلك قراءة القرآن، وكذا التسبيح والذكر.
وقد ورد في إجابة دعاء الصائم وأن له دعوة مستجابة أحاديث إلا أنها لا تخلو جميعها من مقال؛ ومع ذلك استشهد أهل العلم لرجاء قبول الصائم بما ورد في كتاب الله، فإن الله عز وجلّ ذكر آيات الصيام ابتداء من قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[البقرة: 183] إلى قوله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾[البقرة: 187]. وقبل الآية الأخيرة المتعلقة بالصيام ذكر قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾[البقرة: 186].
فكأن وجه إدخال هذه الآية في هذا الموضع الإشارة إلى أن من أرجى أوقات إجابة الدعاء كذلك حال الصيام، بل وربما آخر أوقاته كما قال الشيخ ابن عثيمين $.
تاسعا: تحرِّي ليلة القدر:
وقد ورد في فضل هذه اللّيلة شيء عظيم فهي الليلة التي أنزل فيها القرآن، وهي أفضل عند الله من ألف شهر، قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3) ﴾[القدر].
وقد كان نبينا ﷺ يحرص عليها، ويوصي أصحابه وأمَّته بذلك، ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري ﭬ قال: قال رسول الله ﷺ: «إني أريت ليلة القدر، ثم أنسيتها - أو نسيتها - فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر».
وتحريها يكون بقيام الليل، وقراءة القرآن، والاعتكاف، وبالذكر، ومما ورد من الذكر خاصا بها ما رواه أحمد وغيره عن عائشة ڤ قالت: يا نبي الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر، ما أقول؟ قال: «تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني».
وقد اختلف أهل العلم في تعيين ليلة القدر اختلافا كثيرا، ولكن أقرب الأقوال ـ والله أعلم ـ أنها تتنقل في أوتار العشر الأواخر.
ولا بد من التنبه لأمر هام وهو أن المقصود بالأوتار باعتبارين: باعتبار ما مضى وباعتبار ما بقي، كما بين ذلك شيخ الإسلام $ ـ كما في المستدرك على مجموع الفتاوى (3/179) ـ فإذا كان الشهر ناقصًا فقيل: لتسع، كانت ليلة إحدى وعشرين فيكون وتر المستقبل والماضي، وإن كان الشهر كاملا كانت الأوتار هي الأشفاع باعتبار الماضي.
لأجل هذا كان من تمام الحرص على إدراك ليلة القدر الاجتهاد في العشر الأواخر كلها، ولذا كان النَّبي ﷺ يحرص على عبادة عظيمة في هذا الشهر، وهي:
عاشرا الاعتكاف:
وهو لزوم بيت الله بنية التعبد، وقد كان النبي ﷺ حريصا على هذه العبادة ولا سيما في رمضان، ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمر ﭭ قال: «كان رسول الله ﷺ يعتكف العشر الأواخر من رمضان»
وفي البخاري من حديث أبي هريرة $ قال: « كان النبي ﷺ يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما».
الحادي عشر: العمرة:
فقد ورد في فعلها في هذا الشهر فضل عظيم، ففي الصحيحين من حديث ابن عباس ﭭ أن نبينا ﷺ قال: «إن عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي».
الثاني عشر: زكاة الفطر:
تلك العبادة العظيمة التي شرعت طعمة للمساكين، وتطهيرا لما يشوب صيام الصائمين من اللغو والرفث، وهذا من فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم ما يصلحون به عباداتهم، فجعل للصائم زكاة الفطر، وجعل للمصلي الاستغفار، وجعل للحاج الأذكار، وجعل لسائر العبادات النوافل والتطوعات.
ولزكاة الفطر آداب وأحكام تؤخذ من مظانها، فالقصد هنا الإشارة إلى أنها من أعمال المؤمن فقط، وقد تم ذلك.
هذا باختصار يناسب الوقت ما يسر الله جمعه لتذكير نفسي وإخواني بجملة من الأعمال الصالحات عسانا نكون ممن يوفقون فيه لصالح الأعمال.
والله الموفق لا رب سواه والحمد لله رب العالمين
كتبه : مصطفى قالية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق