الاثنين، 20 فبراير 2017

المتولد من زواج البدعتين (فائدة عزيزة )

بسم الله الرحمن الرحيم


جاء في كتاب دعائم منهاج النبوة (340/342)، للشيخ محمد سعيد رسلان ـ حفظه الله تعالى ـ
[ أخرج محمد بن نصر ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، أنه قال : « لن تخطئ الطريق ما اتّبعتَ الأثر » (السنة 28)
و قال عبد الله بن عتبة بن مسعود رحمه الله : « إنك لن تخطئ الطريق ما دمت على الأثر » (طبقات الحنابلة 1/71)
و عن عمر بن عبد العزير رحمه الله ،قال : « عليك بلزوم السنة ، فإنها لك ـ بإذن الله ـ عصمة »
قال ابن القيم رحمه الله : « عقبة البدعة : إما باعتقاد خلاف الحق الذي أرسل الله به رسوله ﷺ ، و أنزله به كتابه .
و إما بالتعبد بما لم يأذن به الله من الأوضاع و الرّسوم المحدثة في الدين ، التي لا يقبل الله منها شيئا .
و البدعتان في الغالب متلازمتان ، قل أن تنفك إحداهما عن الأخرى ، كم قال بعضهم :
تزوجت بدعة الأقوال ببدعة الأعمال ، فاشتغل الزوجان بالعرس ، فلم يفجأهم إلا و أولاد الزنا يعيثون في بلاد الإسلام ، تضج منهم العباد و البلاد إلى الله تعالى .
و قال شيخنا [يعني شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله] : تزوجت الحقيقة الكافرة بالبدعة الفاجرة ، فتولد بينهما خسران الدنيا و الآخرة .

و ظفَرُ الشيطان بالعبد في عقبة البدعة ، أحب إليه من الظفر به في عقبة الكبائر ، لمناقضتها الدين ، و دفعها لما بعث الله به رسوله ، و صاحبها لا يتوب منها ، و لا يرجع عنها ، بل يدعو الخلق إليها . و لتضمنها القول على الله بلا علم ، و معاداة صريح السنة ، و معاداة أهلها ، و الاجتهاد على إطفاء نور السنة ، و تولية من عزله الله و رسوله ، و عزل من ولاه الله و رسوله ، و اعتبار ما رده الله و رسوله ، و ردَّ ما اعتبره الله و رسوله ، و موالاة من عاداه ، و معاداة من والاه ، و إثبات ما نفاه ، و نفي ما أثبته ، و تكذيب الصادق ، و تصديق الكاذب ، و معارضة الحق بالباطل ، و قلب الحقائق ، بجعل الحق باطلا و الباطل حقا ، و الإلحاد في دين الله ، و تعمية الحق على القلوب ، و طلب العوج لصراط الله المستقيم ، و فتح باب تبديل الدين جملة ، فإن البدع تستدرج بصغيرها إلى كبيرها ، حتى ينسلخ صاحبها من الدين ، كما تسل الشعرة من العجين ، فمفاسد البدع لا يقف عليها إلا أرباب البصائر ، و العميان ضالون في ظلمة العمى ، ﴿ و من لم يجعل الله له نورا فما له من نور ﴾ [النور40] » (مدارج السالكين 1/227) ]


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق