الاثنين، 27 يوليو 2015

أسباب النجاة من عذاب الله عز وجل.

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال

قلت :يا رسول الله ما النجاة ؟

قال :امسك عليك لسانك ,وليسعك بيتك وابك على خطيئتك )
رواه الترمذي وابن أبي الدنيا والبيهقي كلهم من طريق عبدالله بن زحر عن علي بن زيد عن القاسم عنه وقال الترمذي حديث حسن غريب )

قال شيخنا الالباني رحمه الله تعالى :

(وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال :قلت :يا رسول الله ما النجاة؟)

ما الخلاص من عذاب الله عز وجل يوم القيامة
(قال :امسك عليك لسانك ,وليسعك بيتك وابك على خطيئتك )
يأمر الرسول عليه السلام عقبة بن عامر بخصال ثلاث جعلها هي سبب النجاة

1- (امسك عليك لسانك)


يعني لا تتكلم إلا بما يفيدك وبما يعنيك ,فقد صح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم أحاديث كثيرة في الحض على الإعراض عن الكلام إلا فيما كان فيه خير فقد جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث أبي خزاعة وغيره أن النبي صل الله عليه وسلم قال (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )

2- (وليسعك بيتك )
قد يتبادر إلى ذهن بعض الناس أن هذا الأمر أمر بالاعتزال ,اعتزال الناس مطلقا وليس الأمر كذلك وإنما هذه وصية من الرسول صلى الله عليه واله وسلم للإنسان أن يلزم بيته حينما تتكاثر وتتقاطر الفتن كالمطر فيشعر حينئذ الإنسان أن لا فائدة من مخالطته للناس بل عليه أن ينجو بنفسه حينذاك فليزم بيته .
ولا شك أن مثل هذه الوصية من النبي صلى الله عليه واله وسلم بان يلزم المسلم داره لا يجوز أن يفهم أنه وضع قاعدة للمسلم في كل زمان وفي كل مكان ذلك لان الإسلام قام على أساس (قم فأنذر )وذلك يتطلب مخالطة الناس وتبليغهم الدعوة ولهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) ,ولكن إذا كان مخالطة المسلم للناس يكون نتيجتها أن يتضرر وان يتأذى المسلم في عقيدته وفي أخلاقه وبدينه هاهنا تأتي هذه الوصية الكريمة من النبي صلى الله عليه واله وسلم في قوله (وألزم بيتك )
هكذا يجب أن نوفق بين الاحاديث كما يجب التوفيق بين الآيات نفسها لأنها جميعا خرجت من مشكاة واحدة فلا يجوز أن نأخذ هذا الحديث قاعدة مطردة فنضرب به حديث (المؤمن الذي يخالط الناس .. )
ولا أن نجعل هذا الحديث الأخير قاعدة ونضرب الحديث الذي نقرؤه الآن في الكتاب وإنما لكل من الحديثين محله ومناسبته
3- (وابك على خطيئتك )

وهذا الأمر هو أمر لازم دائما وأبدا مهما كان شان المسلم يعيش معتزلا الناس أو مخالطا الناس ,فهو ينبغي دائما أن يتعاطى الأسباب التي ترق قلبه وتسيل دمعه وذلك أن يبك على خطيئته وهذا يستلزم بطبيعة الحال أن يحاسب الإنسان نفسه ويفكر فيما جنت يداه في يومه أو في ليله حتى يكون الإنسان ذاكرا لربه ولعله يكتب أن يكون من اؤلئك السبعة الذين سبق حديثهم منذ دروس مضت (ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ),أول الحديث تذكرون (سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله )وذكر منهم (ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)

(من أشرطة التعليق على صحيح الترغيب والترهيب )



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق