الخميس، 11 يونيو 2015

جني من طلاب العلم

حوار مع جني من طلاب العلم !!

جاء في كتاب " غذاء الأرواح " وفي كتا ب " هادي الأرواح " ما نصه : في العشرينات الأولى من هذا القرن ذهب شيخ جليل من شيوخ الأزهر - وكان أستاذاً لنا - إلى محافظة الشرقية لزيارة بعض أقاربه هناك ، فوجد الحزن يُخيّم عليهم !!، فلما سألهم عن سبب ما هم فيه أخبروه أن فتاة لهم بها مس من الجن لا يكاد يبرحها، ويتكلم على لسانها بصوت رجل ، وأن فتاتهم هذه عُقد لها على فتى من القرية ، وأنهم يخشون أن يُطَلِّقها إن استمر حالها على ما هو عليه الآن ، فاستأذنهم أن يدخل معهم إليها لعله يجد حلاً لمشكلتها ، فأذنوا وصحبوه إليها، فسلم الشيخ ، فرد الجني السلام عليه - بلسان من يمسها - وحيّا الشيخ قائلاً : مرحباً بأخي فلان !.

فسأله الشيخ : أتعرفني ؟! .
قال الجني : كيف لا ،وأنت أخي في طلب العلم .
قال الشيخ : وما الدليل على ذلك ؟.
قال : دليلي أن أُسَمِّي لك مشايخنا الذين حضرنا سوياً عليهم وتلقينا عنهم العلم ، وجعل يسرد على سمعه أسماءهم .
فقال الشيخ : حقاً هؤلاء أساتذتي ، ولي مع فلان من الأساتذة سؤال في موضوع ذكره ، فهل تذكر نص السؤال ونص الجواب ؟؟ ...؛ فذكرهما !!.
فقال الشيخ : كل ذلك قد كان فعلا ، وأنت أخي في طلب العلم ، ولي بسبب ذلك حقوق عليك ، وللعلم أيضاً حقوق عليك ، هل تذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَار» ؟؟.
قال : أذكره وأحفظه .
فقال الشيخ: أنت مكلف بهذا مثل الإنس تماماً ؟ .
قال : نعم .
قال الشيخ : فلماذا لا تعمل بهذا الحديث الشريف وأنت مكلف به ؟.
قال الجني : وهل صدر مني إضرار لأحد ؟ .
قال الشيخ : لقد أصبت هذه الفتاة بضرر عنيف بسبب ملازمتك لها ، وسوف تؤدي هذه الملازمة إلى فراق زوجها لها ، فإنها لا تصلح وهي بهذه الحالة لأداء وظيفتها كزوجة فاتركها وإلا فأنت آثم أكثر من إثم العوام الذين لا يعرفون من العلم ما تعرف.
قال : كيف أتركها وأنا أحبها ؟ .
قال الشيخ : حبك لها عشق ، وعشق الزوجة الغريبة حرام ، بل عشق كل امرأة لا تملك حلها حرام ، وكيف تحب فتاة من الإنس وعندك نساء الجن، فاخطب منهم من تشاء وتزوجها ، وأسبغ عليها حبك ؛ لتكون من ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ).
فقال : أرشدك الله كما أرشدتني (....) ..، ثم ودّع الجني و سلّم وانصرف .
نقله بتصرف أبو أسامة سمير الجزائري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق