الخميس، 11 يونيو 2015

من روائع ((ابن عثيمين ))رحمه الله

السلام عليكم
هذه بعض الفوائد التي ذكرها الشيخ رحمه الله

الإخلاص

1_قال الشيخ رحمه الله: (النيّات تختلف اختلافاً عظيماً، وتتباين تبايناً بعيداً كما بين السماء والأرض، مِن الناس مَن نيّته في القمة في أعلى شيء ومن الناس من نيّته في القمامة في أخس شيء وأدنى شيء، حتى إنك لترى الرجلين يعملان عملاً واحداً، يتّفقان في ابتدائه وانتهائه وفي أثنائه، وفي الحركات والسكنات والأقوال والأفعال، وبينهما كما بين السماء والأرض، كل ذلك باختلاف النية) .
[شرح رياض الصالحين ج1/ص13 / دار الوطن]

2-وقال في موضع آخر: (ليس بين الله وبين خلْقه صِلةٌ إلا بالتّقوى، فمن كان لله أتقى كان من الله أقرب، وكان عند الله أكرم، إذن لا تفخر بمالك ولا بجمالك ولا ببدنك ولا بأولادك ولا بقصورك ولا بسيارتك، ولا بشيء من هذه الدنيا أبداً، إنما إذا وفّقك الله للتقوى فهذا من فضل الله عليك، فاحمد الله عليه، واعلم أن الأعمال بالنيات، والقلوب هي التي عليها المدار) .
[شرح رياض الصالحين ج1/ص52 / دار الوطن]
3_في تفسير قوله تعالى: {وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً}من سورة البقرة قال الشيخ رحمه الله:
(أن من اشترى بآيات الله ثمناً قليلاً، ففيه شبه من اليهود؛ فالذين يقرؤون العلم الشرعي من أجل الدُّنيا يكون فيهم شبه باليهود؛ لأن اليهود هم الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من تعلَّم علماً مما يُبتغى به وجه الله، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا؛ لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة" يعني ريحها، وحينئذ يشكل على كثير من الطلبة من يدخل الجامعات لنيل الشهادة: هل يكون ممن اشترى بآيات الله ثمناً قليلاً؟
والجواب: أن ذلك حَسب النيّة، إذا كان الإنسانُ لا يريدُ الشهادة إلا ليتوظف ويعيش، فهذا اشترى بآيات الله ثمناً قليلاً، وأمَّا إذا كان يُريد أن يَصلَ إلى المرتبة التي ينالها بالشهادة من أجل أن يتبوّأ مكاناً ينفع به المسلمين، فهذا لم يشتر بآيات الله ثمناً قليلاً؛ لأن المفاهيم الآن تغيرت، وصار الإنسانَ يوزن بما معه من بطاقة الشَّهادة ). [تفسير القرآن ج3/ص102].

بر الوالدين
10. قال الشيخ رحمه الله:
(إذا تأمّلنا في أحوال النّاس اليومَ؛ وجدنا كثيراً مِنهم لا يَبرَّ بوالديه، بل هو عاقٌّ، تجدهُ يُحسنُ إلى أصحابه، ولا يملُّ الجلوس معهم، لكن لو يجلس إلى أبيه أو أمِّه ساعةً من نهار؛ لوجدته متململاً، كأنّما هو على الجمر؛ فهذا ليس ببارٍّ، بل البَارُّ مَن يَنشرحُ صدْرهُ لأُمِّه وأبيه، ويخدمهما على أهداب عينيه، ويحرص غايةَ الحرص على رضاهما بكلِّ ما يستطيع) [شرح العقيدة الواسطية /ج3/121].



أقسـامُ الهِجْـرة:




(1) هِجـرةُ المَكان: وهى أن ينتقلَ الإنسانُ مِن مكانٍ تكثرُ فيه المَعاصي ويكثرُ فيه الفُسوق ، ورُبَّمَا يكونُ مِن بلدِ كُفرٍ إلى بلدٍ لا يوجدُ فيه ذلك .


ولا يجوزُ للإنسان أن يُسافِرَ إلى بلدِ الكُفر إلا بشروطٍ ثلاثة:
1- أن يكون عِنده عٍلْمٌ يدفعُ به الشُّبُهات .
2- أن يكون عِنده دِينٌ يَحميه من الشَّهَوات .
3- أن يكون مُحتاجًا إلى ذلك ، مِثل أن يكون مَريضًا يحتاجُ إلى السَّفَر إلى بِلاد الكُفر للاستشفاء ، أو يكون مُحتاجًا إلى عِلْمٍ لا يُوجد في بِلاد الإسلام تَخَصَّصَ فيه فيذهب إلى هُناك ، أو يكون الإنسانُ مُحتاجًا إلى تِجارة ، يذهب ويَتَّجِر ويَرجِع .


(2) هِجـرةُ العَمَـل: وهى أن يَهجُـرَ الإنسانُ ما نهاهُ اللهُ عنه مِن المَعاصي والفُسوق ، كالسَّبِّ والشَّتْمِ والغِش وعُقوق الوالدين وقطيعة الأرحام .




(3) هِجـرةُ العامِـل: فالعامِل قد تجبُ هِجرتُه أحيانًا .. قال أهلُ العِلْم : مِثل الرَّجُل المُجاهِر بالمَعصية الذي لا يُبالي بها ، فإنه يُشرَعُ هَجرُهُ إذا كان في هَجره فائدةٌ ومَصلحة .



ومِثالُ ذلك :


رجلٌ مَعروفٌ بالغِش في البيع و الشِّراء فيَهجره الناس ، فإذا هَجروه تاب مِن هذا ورجع ونَدِم .. أمَّا إذا كان الهَجَرُ لا يُفيدُ ولا يَنفع ، وهو مِن أجل مَعصية لا مِن أجل كُفر ، لأنَّ الكافِرَ المُرتَد يُهْجَرُ على كُلِّ حال - أفاد أم لم يُفِد - لكنْ صاحِب المَعصية التي دُون الكُفر إذا لم يكن في هَجره مَصلحة فإنه لا يَحِلُّ هَجْرُهُ .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق