السبت، 30 أغسطس 2014

نفحات ايمانية


الانسان والسمو بالروح الى عالم اليقين.

======
في البداية تساءلت الملائكة عن مستقبلك على ظهر هذه الارض.

ربما لان اصلك الترابي سيجعلك هين امام المحن..وانك ستفقد تماسكك امام الاهواء والمغريات..

اوانك ستقود حروبا دامية وطرق معوجة ملتوية تظلم بها البشرية انفسها..

كان هذا السؤال..(اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)..

الجواب (اني اعلم مالا تعلمون.).

مشيئة المولى عز وجل.وخلقك بيده ونفخ فيك من روحه واسجد لك ملائكته.

فقمت فعطست.فحمدت.فدعوا لك رحمك الله ياادم.

ووهب لك عقلا محيطا بالاشياء كلها لتكون سيدا لمن حولك..

واسع السلطان والنفوذ وكل شئ مسخر لخدمتك..

والظاهر اليوم ان الملائكة ترقب حالك بدهشة وانت فهلا تغزوا الكواكب.

وجعلت هذا العالم قرية صغيرة تجوبها في لحظة..

ان عظمة الانسان تتجلى فيا مر اخر مهم..

وهو معرفتك لمن خلقك..فسواك فعدلك..

الذي اعلى قدرك ورفع مستواك وسخر الكون كله لك..

قال تعالى(هو الذي خلق لكم مافي الارض جميعا).

وايضا (ولقد مكناكم في الارض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ماتشكرون).

تشنرك الارض والسماء والانهار والفجاج في هذه اللقمة التي تحملها الى فيك..

فتامل طعامك كيف وصلك من تربة الارض وسحابة السماء واشعة الشمس..

كيف تعاونت لتسوق لك الغذاء والكساء والدواء..

ان ربنا سبحانه ابدع فيما صنع ودعانا لتذوق بدائع صنعه وتامل جمال مخلوقاته

((ولقد جعلنا السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين والارض مدنناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل شئ موزون وجعلنا لكم فيها معايش)).

ان ضعف الانسان وخاصة المسلم المنتسب للاسلام قولا لافعلا واحواله المضطربة الان.

بسبب ادارة ظهره لهذا الكون.لايدرس له قانونا ولايكشف له سرا.

وقد عاتبك المولى بقوله.

((الم تروا ان اله سخر لكم مافي السموات وما في الارض واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة))..

وبعد ان تم خلقك على هذا النحو.

(فكسونا العظام لحما ثم انشاناه خلقا اخر فتبارك الله احسن الخالقين)..

امر الملائكة ان تسجد لك سجدة تعظيم وتوقير.بعد ان كانت قد ابدت دهشتها من سر ايجادك وظهورك مستنكرة ماسيقع منك من الفوضى والفساد..

لكنها سجدت وعوقب من رفض بالطرد من رحمة الذي خلقك..

لان الاستهانة بك هي عند الله عصيان..

وبعد كل هذا التكريم يزيدك امر عظيم للدلالة على مكانتك وحب الله لك..

وهو الفرح الالهي بعودتك اليه تائبا مستقبلا اياك باعزاز وفخر..

(واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى)..

فبعد هذا التكريم والتنعيم زادك الهدى والتكليف...فلم يتركك سدى..

امرك ونهاك.ان تفعل وتترك.كلفك بفعل ما يثقلك.وتترك ما تشتهي..

(انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا)..

ان ابانا ادم وهو الانسان الاو لالذي كلف الاياكل من تلك الشجرة المحرمة.

وكان جدير به ان يعرف حق الامر.ولايقترب ويدع الاكل..

ولكن بعد مرحلة من الذهول.والضعف عرضت له ساعة انهيار في ارادته وامتداد في رغبته..

اكل من الشجرة.وشاركته زوجته في عصيانه.حتى هي لم تنبهه..فطرد جميعا...من الجنة..وبعد الاتراب بالذنب.دعوا الله نادمين

(قال ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين).

ونزل ابونا الى هذه الارض..

وشرع الابناء يعيدون القصة ويرتكبون الاخطاء نفسها...

ولكن ليس اكلا من الشجرة..بل اتبباع الشهوات التي تقود الى العصيان والحرمان..

امر بالنزول.لان الخطيئة تنزل بالانسان وتسقط من قدره.

والانسان ارادته في الصعود والهبوط.في التقوى والفجور.

وفي اغضاب الله او ارضائه..

فان الرحمان الرحيم يستحيل ان ينقم على الانسان سعى في مرضاته كما انه لايرضى عن انسان سعى في اغضابه.

( فاما من طغى واثر الحياة الدنيا فان الجحيم هي الماوى فاما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي الماوى).

انك ايها الانسان في هذه الدنيا تهيجك رغبة حمقاء الى شئ محرم ما ان توقعك تحس بالفراغ والضياع

والحق ان تتماسك امام عوامل الاستفزاز ومزالق الاقدام

فالنسيان وضعف العزيمة رذيلتان وقع فيهما الانسان الاول

وبهما يتمكن الشيطان من ارسال ذبذباته ويوسوس ويغري ويغوي ويخادع قلب ابن ادم..

ويقول الله تعالى(ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين وقاسهما اني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور ).

ان للشيطان محطات ارسال يذيع منهما فنون الاغراء والانسان يهئ نفسه لاستقبال هذه المغريات.

يعدك كذبا ويقسم حانثا وينصح غاشا ويلين ليبلغ..

(ياادم ان هذا عدوا لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى.

وان سلاح الشيطان مغلول والنجاة منه ميسورة ومن وقع في قبضته فلا حماية له.

فبالتربية والنصح نستطيع ان نوقظ في الانسان اسباب الحذر وسد الثغرات التي يكمن للشيطان يتسلل منها بوساوسه الماكرة..

يجب على الانسان ان يعرف ربه ويقبل عليه وان يقف في ساحته عبدا نقيا من الافات والعاهات.

ان ادم لما نسي وضعف اضحى دون مستوى الجنة فاخرج منها..

ولن يعود ابناؤه الى الجنة وهم يحملون اوزار النسيان والضعف.

لابد من ايمان واضح وتوبة نصوح وعملا صالح.

(فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه احدا)

(والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنو وعملو الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)

فعلينا ان نسلم وجوهنا الى الله ونقرر ان لا نحيا الا للحق وحده ونسعى لمرضات الله سبحانه وتعلى..


===============

اللهم انا نسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى

وحسن الخاتمة امين.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق