الخميس، 29 مايو 2014

قصة و فائدة


وليمة جابر المباركة



عن جابر رضي الله عنه قال : ( كنا يوم الخندق نحفر ، فعرضت كدبة شديدة (صخرة) فجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا هذه كدبة عرضت في الخندق .

الرسول صلى الله عليه وسلم : أنا نازل ، ( يقوم الرسول صلى الله عليه وسلم وبطنه معصوبة بحجر) .

قال جابر : ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذوقاً ( يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول ، فيضرب ، فيعود كثيباً أهيل ( تراباً ناعماً )

جابر : يا رسول الله أئذن لي إلى البيت .

جابر لأمرته ( متأثراً) : رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئاً (جوعاً) ، ما في ذلك صبر ، فعندك شئ ؟ .

المرأة : عندي شعير وعناق ( الأنثى من ولد الماعز) . يذبح جابر العناق ، وتطحن امرأته الشعير ، ثم يجيئ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم .

جابر لأمرأته : طعيم لي ( طعام قليل) فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان .

الرسول صلى الله عليه وسلم : كم هو ؟

جابر : سخلة وقليل من شعير .

الرسول صلى الله عليه وسلم : كثير طيب ، قل لها لا تنزع القدر ولا الخبر من التنور حتى آتي .

الرسول صلى الله عليه وسلم لصحبه : قوموا ، ( ويقوم المهاجرون والأنصار) .

جابر لأمرته ( في حيرة) ويحك قد جاء النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار ومن معهم .

المرأة في دهشة : ( هل سألك) .

جابر : نعم .

الرسول صلى الله عليه وسلم : ادخلوا ولا تضاغطوا ( تزاحموا) يكسر الرسول الخبر ويجعل عليه اللحم ويغطي القدر والتنور إذا أخذ منه ، ويقرب إلى أصحابه ، ثم ينزع ، فلم يزل يكسر ويغرف حتى شبعوا وبقى منه .

الرسول للمرأة : كل هذا وأهدي فإن الناس أصابتهم المجاعة .



من فوائد القصة :
1- مشاركة الرسول صلى الله عليه وسلم القائد جنده في حفر الخندق ، وعدم تميزه عليهم .

2- شكوى الصحابة لقائدهم من صخرة عجزوا عنها لما يعلمون من قوته ، فاستجاب الرسول صلى الله عليه وسلم لهم ، وفتت الصخرة مع شدة جوعه .

3- حب الصحابة لقائدهم ، وسعيهم لإطعامه وسد جوعه .

4- محافظة الصحابة على النظام ، وعدم الذهاب بدون إذن من القائد .

5- نساء الصحابة يتصفن بالإيثار والكرم والحب للرسول صلى الله عليه وسلم .

6- القائد المخلص لا يشبع وحده ، بل يدعو أصحابه معه .

7- الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بالنظام ( ادخلوا ولا تضاغطوا) .

8- إكرام الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بالمعجزة ، بتكثير الطعام حتى شبعوا جميعاً ومن حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يغطي القدر والتنور إظهاراً للبركة لا للإيجاد والخلق وهما من الله وحده ، محافظة على عقيدة الوحيد .

9- القائد العظيم في جنده أشبـة بالأب في أسرته ، يغرف لهم الطعام بيده ، ويقدمه بنفسه .

10- اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بأفراد أمته كاهتمامه بجنده ( كلي هذا وأهدي ، فإن الناس أصابتهم مجاعة) .

[




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق