الخميس، 27 فبراير 2014

اجلس عند النِّـعـال !!......أهانت عليك نفسك إلى هذه الدرجـة ؟


بسم الله الرحمن الرحيم



اجلس عند النِّـعـال !!



اجلس عند النِّـعـال !!

أهـذا قـدرك ؟

أترضى بهـذا ؟

أيسرّك أن يجلس الناس في مُقدّمـة المجلس وفي صدره وتجلس أنت حيث توضع النِّعال ؟

أهانت عليك نفسك إلى هذه الدرجـة ؟



لا تقل لماذا وضعتموني عند الحذاء ؟

ربما كنت أنت من اخترت لنفسك ذلك المكان !

وربما تكون قد وضعت نفسك في ذلك الموضع !


كـيــف ؟


عندما تأخّـرت وقد أخبرناك أن المقاعد محدودة ومحجوزة

عندما حـثثناك على الحضور مُبكّراً

فلا تلمنا ولُـم نفسك



تخيّـل أنك أنت الذي يُقال له هذا القول

هل سترضى بذلك لنفسك ؟



أجـزم بأن الجـواب :
لا .

لن أرضاه لنفسي ، فنفسي عليّ عزيزة !



الجلوس عند النعال هو حـال المتخلّفين والمتأخرين عن الجُمعة والجماعات دون وجود عُـذر

حتى ترى بعضهم ربما أزاح الـنّـعال ليصفّ بين صفوف الأحذية !

وربما كان معه سجادة صغيرة ، وربما رضي لنفسه بالدُّون


قال ابن الجوزي رحمه الله :

لا يرضى بالدُّون إلا دنـيء !

فهل رضيت لنفسك أن تتأخّـر حتى يكون مكانك عند النعال ؟

ماذا لو كان ذلك في مجلس من مجالس الناس ؟

إن من تأخّـر أُخِّـر !

وقد رأى صلى الله عليه وسلم في أصحابه تأخراً ، فقال لهم :

تقدموا فائتموا بي ، وليأتم بكم من بعدكم ، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله .

رواه مسلم .

إننا لا نرضى لأنفسنا أن نُجعل في المؤخرة فيما يتعلق بأمور دنيانا

فما بالنا نرضى الدنـيّـة في ديننـا ؟!




قال ابن الجوزي رحمه الله :

إن هممت فبادر ، وإن عزمت فثابر ، واعلم أنه لا يدرك المفاخر من رضي بالصف الآخِر .



إننا لا نرضى بالصف الآخر في الوقوف عند إشارات المرور !

ولا نرضى بالصف الآخر عند ركوب الطائرة

ولا نرضى بالصف الآخر في الدراسة

ولا نرضى بالصف الآخر حتى عند الخـبّـاز أو الفوّال !



فما بالنا نرضى الدنـيّـة في ديننـا ؟!

ونقف في الصفوف الأخيرة

وربما وقفنا فيما وراء الصفوف الأخيرة !



وربما قلنا - مُعللين لأنفسنا - :

يكفي أن ندخل الجنة ، ولو وقفـنا عند الباب !!

عجباً !

وكأننا ضمنا النجاة من النار

وكأننا زُحزحنا عن النار

وكأن لدينا ضمانة بدخول الجنة !




إن صكوك الغفران هي شأن النصارى والرافضة !!



لا شأن أهل السنة

وعالي الهمّـة لا يرضى بغير الجنـة

وعاليـة الهمـة لا ترضى بغير الجنة


فيا أخوتاه :
لنَجْري ونركض ونسارع ونُسابق إلى منازل الأبرار

فقد جاء الحثّ على ذلك ( وَسَارِعُواْ ) ، ( سَابِقُوا ) ، ( فَلْيَتَنَافَسِ )


وليكن حداؤنا :
ركضـا إلى الله بغـير زاد = إلا التقى وعمل المعاد

والصبر في الله على الجهاد = وكل زاد عرضة النفاد

غير التقى والبر والرشاد






كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق