الأربعاء، 26 فبراير 2014

ولقد خلقنا الانسان في كبد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي رسوله الأمين

ثم اما بعد



ان الناظر إلي حال المؤمن اليوم يجد ان الرجل المسلم يكد في حياة من الصباح الي صلاة العشاء وبالكاد ان يجد ما يسد رمق أسرته وان الذي يجده لا يكفي متطلبات الأسرة والتزاماتها الضرورية و أما الكافر وهو منعم في حياته

وانه عائش في ترف يجد كل ما يطلبه امام يديه

وان هذا المقارنه التي هي امام اعيننا تجعلنا نسال انفسنا لماذا ؟

الم يقل الله عز وجل {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }طه124

اذن نحن في عيشة لا تطاق وهم في نعيم

نعم هذا قدر الله علي عباده

اولا قبل ان ندخل في الموضوع وجب ان نعرف ان هنالك عباده وهي تكاد تكون سنتر كل العبادات وتدور حولها العبادات وان لم توجد لا توجد عبادات وهي الصبر كل العبادات تكون بالصبر من الجهاد الي الصدقة والصبر هو أعظم العبادات قال تعالي {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ }محمد31

ونجد ان الصابرين في معية الله وفي كم اية قال ان الله مع الصابرين

اذن الصبر

{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الأحزاب35

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }البقرة155

وبشر الصابرين بماذا بالجنة

وان الله قادر علي ان يوسع علي عبادة ونجد ان رسول الله والصحابة كانوا في ضيق حتي انهم كانوا يجوعون جوعا شديد وكانوا يصبرون عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: بينما أبو بكر وعمر جالسان إذ جاءهما النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: "ما اجلسكما ههنا؟"، قالا: والذي بعثك بالحق ما أخرجنا من بيوتنا إلا الجوع، قال: "والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره"، فانطلقوا حتى أتوا بيت رجل من الأنصار، فاستقبلتهم المرأة، فقال لها النبي صلى اللّه عليه وسلم: "أين فلان؟" فقالت: ذهب يستعذب لنا ماء، فجاء صاحبهم يحمل قربته، فقال: مرحباً ما زار العباد شيء أفضل من نبي زارني اليوم، فعلق قربته بكرب نخلة، وانطلق فجاءهم بعذق، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "ألا كنت اجتنيت"، فقال: أحببت أن تكونوا الذين تختارون على أعينكم، ثم أخذ الشفرة، فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: "إياك والحلوب" فذبح لهم يومئذ، فأكلوا فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "لتسألن عن هذا يوم القيامة أخرجكم الجوع، فلم ترجعوا حتى أصبتم هذا، فهذا من النعيم" (أخرجه ابن جرير ورواه مسلم وأصحاب السنن الأربعة

وكلنا نذكر تلك الاية في سورة طه والحجر عندما نزل علي رسول الله ضيوف ولم يكن عنده شي ارسل ابو رافع الي اليهودي ليستلف منه دقيق لمدة ايام رفض اليهودي وطلب رهن وارسل له درع رسول الله رهينه فارسل لهم الدقيق فنزل قول الله

{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى }طه131

{لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ }الحجر88

قوله تعالى : ( ولا تمدن عينيك يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: لا تنظرنّ إلى الدنيا، وزينتها، وما متعنا به أهلها من الزهرة الفانية لنفتنهم فيه فلا تغبطهم بما هم فيه،

قال أبو رافع : نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ضيف فبعثني إلى يهودي فقال لي : " قل له إن رسول الله يقول لك بعني كذا وكذا من الدقيق وأسلفني إلى هلال رجب " فأتيته

فقلت له ذلك فقال : والله لا أبيعه ولا أسلفه إلا برهن ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : " والله لئن باعني وأسلفني لقضيته وإني لأمين في السماء وأمين في الأرض ، اذهب بدرعي الحديد إليه " فنزلت هذه الآية ) اذن ان المسلم يكون في ضيق من العيش وكرب شديد قال تعالي لقد خلقنا الإنسان في كبد قال القرطبي يكابد مصائب الدنيا وشدائد الآخرة . وعنه أيضا : يكابد الشكر على السراء ويكابد الصبر على الضراء

وان هذا المسلم هو في ضيق من امره فانه سوف يسعد في الاخره لانه هنا حرم من الشهوات ورد في الحديث الذي أخرجه أحمد والطبراني وأبو نعيم في الحلية والحاكم بإسناد صحيح عنه مرفوعا : الدنيا سجن المؤمن وسنته فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة .



) قال النووي رحمه الله : معناه أن المؤمن مسجون ممنوع في الدنيا من الشهوات المحرمة والمكروهة ، مكلف بفعل الطاعات الشاقة ، فإذا مات استراح من هذا وانقلب إلى ما أعد الله تعالى له من النعيم الدائم والراحة الخالصة من النقصان ، وأما الكافر فإنما له من ذلك ما حصل في الدنيا مع قلته وتكديره بالمنغصات ، فإذا مات صار إلى العذاب الدائم وشقاء الأبد ، انتهى ، وقال المناوي : لأنه ممنوع من شهواتها المحرمة فكأنه في سجن ، والكافر عكسه فكأنه في جنة ، انتهى ، وقيل : كالسجن للمؤمن في جنب ما أعد له في الآخرة من الثواب والنعيم المقيم ، وكالجنة للكافر في جنب ما أعد له في الآخرة من العقوبة والعذاب الأليم . واقول قولي هذا واستغفر الله ان اخطات






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق